هــذا كلامي .. كلامي أنا - إسراء !

جرّبت مرة أن ألجأ لأي شخص عند حزني ..

جربتُ – فعل ماضي !


حينما لجأتُ إليهم قابلوني بلا مبالاة وقلوبٍ متحجرة .. أو لا، هي ليست كذلك ، إنما أنا حينما أحزن ولستُ كأيّكم إذا ما وجدت أنّ أيّاً ممّن ألجأ إليهم لا يشعرون كما أنا .. أصفهم بأصحاب القلوب المتحجرة !



- هي أنانية ؟

- نعم نعم أعلمُ هذا !

وبدأت أعلم ..

بدأتُ – فعل رغم كونِه ماضياً ( ليس ماضياً تماماً !! ) إلّا أنّه يدل على الحاضر والمستقبل !


نعم ، بدأت أعلم عنهم - عمّن ألجأ لهم - بدأت أعي أنّي لست أنانية .. بل إنهم هم كذلك ..



* انتبهوا : حينما قيّمتهم كنت قد خرجتُ لتوّي من الحضيض وبهذا نظرتي للأمور تأخذ منحنى آخر ، عادل وعميق !
تلك الأنانية التي تدفعهم لـ اللجوء إليك حينما يحتاجون يداً تربت على رؤوس وصوتاً يسمعهم : أنتم .. و .. و ..


هي تماماً تلك الأصوات التي درّبت نفسي عليها .. أو ، دربت أذني على تلقيها دون تلقيها فعلياً ، مع مرور زمن .. لأنّ الناس أبسط ممّا أتخيل .. لأنّهم يحتاجون ذاك الكلام الذي يخبرهم أنّهم أحياء وأنّهم شيء ..


هذا ما علمني إيّاه .. الزمن .. وسنتان من صراع .. ( قضية ، حياة أو موت ؟! )




أجد اليوم أنّهم - الذين كنت ألجأ إليهم - قد ألبسوني ثوب ذاك الطبيب النفسي .. الذي إن أردت أن أكونه فلن أكونه لهم .. إنما لـ " فتيات " أعلم جيداً أنّهن لن يلجأن إليه !

وقضية الفتيات قضية أخرى تشبه إلى حدّ ما قضية صراع ! ( لا تحاولوا فكّ رموزها لأنّكم لن تفهموها ! )*

نعم ، هم من ألبسوني هذا الثوب الذي بدأت أكره نظافته !




واليوم كذلك ، وأكمل ما بدأت .. بتّ أسمع نفسي تلك الأصوات .. لأنّي كنت تافهة حين احتجت لمن يخبرني عن نفسي وأنا التي أفهمها أكثر من سواي – بعيداً عن الفلسفة – أنا اليوم وليس كأي يوم .. وأصّر على اليوم .. فرحة للغاية لأنّي :

حين حزني ألجأ لاثنين : ربّي ودفتري !


أجد راحةً عظيمة في البكاء لـ الله فقط وفي مناجاته .. لأنّي أعلم جيداً أنّه يستمع إلي .. يستمع جيداً جيداً لأنّي أعلم كذلك أنّه يحبني .. ولن يخذلني كسواه

ولن يضحك أمام حزني .. ولن أصفه ( طبعاً ، لن ! ) بالـ لا مبالي !






* حين فرحي ، أناقض ما بدأت !

حين فرحي أخرج لأتمكن من أن أنشر وباء الضحك والسعادة فيمن أحب .. أحبّ هذا .. أحبّه !

إنما للأسف ، عليّ كذلك أن أبدأ منذ اليوم ، سياسة أخرى .. تماماً كسياسة الحزن .. عليّ كذلك ورغم أنّي ألجأ إليه في " السراء والضراء " .. عليّ أن أكثف لجوئي إليه .. وعليّ أن أبتعد وأنزوي كذلك بفرحي عن كلّ حزن يحيط بي !



- أنانية !

- لا .. ليست أنانية هذا المرة بقدر ما هي مكافأة لذاتي التي تستحقها .. طبعاً تستحقها ..


تستحق الفرح وأستحق الفرح وأستحق أن أحتفظ به لي .. لي أنا وحدي لأنّهم ( أي من سأهبهم بعضاً منه ) لن يتركوه لشأنه .. وسيحولون دون إبقاء القليل لي ذاك لأنّي كثيراً ما أفقد فرحي أيّام أتراحهم .. ولا أجدهم – كنت – أيّام حزني !




لا أدري ، يبدو أنّي كتبت ما تحكيه روحي .. أشعر أنّي أمثلّ ذاتي وفقط ذاتي .. وبأنّ عليّ أن أزيد من احترامي لها ومكافأتها لأنها تستحق الفرح وفقط الفرح .. وعليّ مصارحتها بكلّ شيء ، من الآن فصاعدا !










* قراراتٌ كثيرة أتخذها أعود أنساها وأتجاهل مدى نجاعتها .. إنما وحدها القرارات التي تمس ذاتي واحترامي لها ( وهنا ألوّن الكلمات بالأزهر الفاقع ! ) .. نعم ، وحدها القرارات التي تخصني وتخص ذاتي التي أسعى على مدار سنتين لتطويرها أكثر .. هي القرارات التي عليّ .. عليّ .. عليّ أن أنفذها .. وأن ألتزم بها ..




* أملك الإصرار أكثر من أيّ شخص .. أملك الإرادة وأتحدى أيّ شخصٍ يملك إرادة تفوق إرادتي صلابة وعزيمة .. تلك الإرادة التي لو صممت على شيء لأخذته رغماً عن أنفِ أيّ شيء ..



* أحياناً كثيراً أستسلم .. أنفض يدي عن كلّ ما اقول ..
انتبهوا : قلت أقول ولا أفعل !

وأراني بعد ثانتين من الاستسلام - لا أكثر - أعود لذاتي وأصرخ : لا .. لست أنا التي تستسلم .. !

كما جابهت ونجحت – اعلم أنّي سأنجح هذه المرة !
وأنّي سأحقق ما أصبوا إليه !



　

هذا كلامي .. أنا إسراء .. كلامي أنا .. بدأتُ أشعر بصدقي مع ذاتي وينتظرني مسارٌ طويل من البوح الصادق أيضاً .. وهول ما سأراه وترونه ..!


لنقل أنّي بدأت أتشجّع أكثر في البوح الصادق وربما مع الأيّام سأكتشف ذاتي أكثر !