الإسرائيليون شاهدوا كل مباريات المونديال مجانا وبدون أن يدفعوا فلسا واحدا مقابل ذلك أما نحن العرب من محيطنا الطفران إلى خليجنا المليان، نحن بلاد النفط والغاز والذهب الأحمر والأصفر والأسود وفي نفس الوقت بلاد الجوع والتشريد فقد اضطررنا أن ندفع مبالغ مالية كبيرة كي نستمتع بمباريات كأس العالم كما يفعل أولاد عمنا الإسرائيليين، طبعا إسرائيل ما فيها لا نفط ولا غاز ولا ذهب احمر ولا اسود، ومع ذلك حكومتهم الغلبانة تشتري حقوق البث وتقدمها لشعبها مجانا.
وبعد ذلك لا تريدون أن نغضب؟!
هل تحتاج قناة بحجم الجزيرة التي تقف ورائها مليارات النفط والغاز في الشقيقة قطر لفلوسنا القليلة نحن الغلابى إلي مش ملاقيين لقمة الخبز حتى تضطر أن تبيعنا حقوق البث؟ ألم يكن الأجدر أن تقدم الجزيرة هذه الحقوق هدية منها لجمهور المواطنين العرب أو بثمن بسيط يستطيع ان يتحمله الغلابى، وحين لم تفعل تغضب إذا غضبنا وقمنا بفش غلنا عبر التشويش على هذا البث الذي كلفنا الكثير الكثير.
الجزيرة تتهم الحكومة الأردنية بالتشويش، ولا تصدق أن مواطنين أردنيين بسطاء قاموا بهذه العملية التي تصفها بالمعقدة والمركبة الخ. (هذا إذا صح أن الأردن هو مصدر التشويش، وهو أمر غير مؤكد حتى الآن خصوصا أننا قرأنا أن صحيفة الغارديان البريطانية التي اعتمدت عليها الجزيرة قد سحبت تقريرها لعدم وجود أدلة كافية لديها).
شخصيا لا اعتقد أن هناك يد للحكومة الأردنية في هذا الموضوع من بعيد أو كثير، وذلك لأسباب بسيطة لا يعرفها الذين يعيشون خارج الأردن.
بكل بساطة يا جماعة الأردني يولد وهو يرضع الكمبيوتر من صدر أمه، وقبل أن يتعلم الفطام يكون قد أتقن كل فنون الهاكرز، بل وأصبح أستاذا في كيفية اختراق أعتى البرامج الالكترونية مهما كانت طرق الحماية عليها صعبة ومعقدة، وهناك عدد كبير من القضايا في المحاكم الأردنية ضد هؤلاء الهاكرز الذين هم في الغالب الأعم "أولاد" لم يبلغوا الحلم بعد.
والأولاد الأردنيين بسبب فقرهم وضيق ذات يدهم وعدم قدرتهم على شراء الأجهزة والمعدات الباهظة الثمن يصنعون أجهزتهم وما يحتاجون إليه من أدوات بأيديهم وفي منازلهم.
بل إن الحكومة الأردنية نفسها لم تسلم من هؤلاء الهاكرز الذين ينفسون عن غضبهم من هذه الحكومة باختراق وتشويش بل واحتلال مواقعها الالكترونية على شبكة الانترنت وغيرها، وقد شاهدت شخصيا العديد من هذه الحالات.
ولا تستغرب الجزيرة أبدا إذا ما تبين لاحقا أن من قام بعملية التشويش هو ولد أردني سلطي (نسبة لمدينة السلط) غضب من طمع الجزيرة واحتكارها غير المبرر، فقام بكل بساطة بالتشويش على بث هذه القناة كي يفش غله ويعبر عن غضب الملايين من المواطنين الطفرانين في عالما المسمى بالعربي.
وبصراحة أكثر فإن هؤلاء "المشوشين" قد أطلقوا صرخة تحذير قوية ضد كل المحتكرين والطماعين في عالمنا العربي وهم كثر فهل من معتبر قبل أن يصير عبرة لمن لا يعتبر؟